عــندما يـمـــوت الضــمـــير لا تـقــنطوا مـــن رحمـــة الله

من طرف **mhmd** يناير 16th 2011, 18:25

عــندما يـمـــوت الضــمـــير لا تـقــنطوا مـــن رحمـــة الله :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جميل أن تبدأيومك بجرعة من التفاؤل ، والأجمل أن تجد كل من حولك يشاركونك نفس الشعور, على الرغم من متاعب الحياة وقسوتها , تجد أناساً يتمتعون بهذه الفضيلة التي قلما تجدها عند الآخرين . وجميل أن تجد ضمائرحية تتعاطى معها أينما ذهبت وفي كل مكانوزمان .

ويجب أن نتعض من الآية الكريمة (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم )

أبو
الخير هكذا ينادونه رجل في العقد السادس من عمره، في صباح يوم جمعة ماطر
استوقفه شرطي في مدخل أحدى المدن الغافية على خارطة الجفاف ليبدأ به يومه
المعتاد.

أوراقك ؟

أعطاه أبو الخير الأوراق والشهادة وقسيمة التأمين وبطاقة المخالفات .

وكلها
نظامية مع ابتسامة حذرة, وبعد أن عاين الأوراق وتأملها جيداً مع هزة للرأس
وتطليعة ملؤها الشك والريبة لوجه أبي الخير , أخذ يفتل حول سيارته المغلقة والمخصصة لنقل البضائع بين المدن, يومها كان الجو مطار وعطايا الرحمن تعم مساحة الوطن بعد قحط وجفاف .

وبعد
التضرع إلى الله وصلوات الاستسقاء التي سرعان ما استجاب لها الرحمن , لم
يجد صاحبنا الشرطي أي مخالفة في الأوراق أو على هيكل السيارة فوقف أمامها
وأخذ خطوتين للخلف يتأمل اللوحة ثم تبسم وانتزع دفتر المخالفات من جيبه وراح يكتب ما يملي عليه ضميره .

عندها
فك أبو الخير حزام الأمان وترجل من سيارته , متسائلاً عن نوع المخالفة
التي ارتكبها بعد مرور خمسة عشر عام من تاريخ توليه هذه المهنة التي يقتات
منها رزقه وزرق عياله وحرص على أن يصونها ويخلص لها ولمن عمل معهم أو تعامل
؟؟!! ,

فأجاب صاحبنا الشرطي مخالفتك تشويه لوحة غير مقصود !!

فضحك أبو الخير لأن سبب المخالفة التي ارتكبها كانت بسبب عطايا الرحمن وليس لذنب اقترفه .

فقال
له أبو الخير : يا بني إذا كان المطر على الطريق وما تطرشّه السيارات
العابرة بات مخالفة فلا ضير أن يحبس الرحمن عنّا الماء والكلأ وربما الهواء
, وهذه الأرقام واضحة أمامك .

فردَّ الشرطي كتبت المخالفة ولا يمكن التراجع عنها تحمد ربك أنني لم اكتبها تشويه لوحة وهذه فيها سجن وغرامة كبيرة وحجز للسيارة.

فك أبو الخير منديله الذي يلف به رأسه ليزيل به هذه المخالفة , وجلس أما م سيارته باكياً بحرقة وألم يمسح اللوحة بيد ويتضرع إلى الله بالأخرى ثم مسح وجهه بالمنديل الذي تبلل بالماء والطين بعد أن وقع على الأرض .

قائلا : يا
رب يا رحمن يا رحيم إن كانت عطاياك مخالفة مقصودة أو غير مقصودة فأكثر
منها علينا رفقاً بالشجر والحجر والدواب ولا تؤاخذنا بما يفعل أصحاب القلوب
الميتة والضمائر المحنطة يا رب بحق هذا اليوم الفضيل يوم الجمعة الذي ترفع
فيه الأعمال إليك تقبل دعائي وتضرعي .

ثم وقف والتفت إلى الشرطي وماذا أفعل الآن ؟

أجابه بأعصاب باردة سوف اسحب منك الشهادة لحين سداد قيمة المخالفة.

قال له أبو الخير : اليوم جمعة لا يوجد أحد ويجب أن أعود إلى مدينتي ؟

فرد عليه الشرطي هذا ليس ذنبي خلي ربك ينفعك !!

أخذ أبو الخير أوراقه وذهب إلى الجهة التي يجب أن يفرغ عندها ما يحمله في سيارته وكلف مضيفه بدفع المخالفة وعاد أدراجه محتسباً ربه على ما جرى .

هذه
الحكاية تحدث كل يوم وتتكرر مع أبي الخير وغيره , في كل شارع ومدينة ومرفق
خدمي ,ولا أحد منّا يرغب بالتجاوز على القانون إذا طبق بروحه وعلى الجميع ,
وكم هو جميل أن ننبه ثم نطبق إن كانت المسالة لا ضرر فيها ولا ضرار فهل من صحوة للضمير عند من يمسكون بزمام الأمور!!؟